عقوبة التحرش في تونس والفصل 226 من المجلة الجزائية

تعتبر عقوبة التحرش في تونس من أكثر العقوبات شدة مقارنة بالبلاد العربية الأخرى، لأن الدستور التونسي يعطي مكانة مميزة لحقوق المرأة وتزيد العقوبة في حالة إذا كان الضحية طفلًا.

تابع معنا لتتعرف إلى عقوبة التحرش في تونس وأركان الجريمة وكيفية ثبوتها.

التحرش الجنسي في تونس بعد الثورة

خصص القانون التونسي بعد الثورة التونسية عقوبات مشددة على كل فعل يسبب إهانة أو ضرر أو عنف ضد المرأة التونسية، ومن ثم فإنه شدد عقوبة التحرش في تونس ليحفظ كرامة المرأة التونسية.

وبذلك يكون المشرع التونسي اهتم اهتمامًا كبيرًا بالمرأة التونسية وحقوقها وحافظ على المجتمع من أي إساءة قد تتسبب في أي مظهر منافي للآداب والأخلاق العامة.

نسبة التحرش في تونس 2020 

عقوبة التحرش في تونس

أقامت جريدة ما استطلاع رأي مجموعة عشوائية كبيرة من السيدات التونسيات عن تعرضهم للتحرش الجنسي قبل ذلك، وكشف الاستطلاع عن تعرض المجموعة بأكملها للمضايقات والتحرش.

وأن أغلب المجموعة لم يرفعوا دعوى شكاية بحجة الخوف من الأهل أو شكهم في إمكانية تعرض الجاني للعقاب.

لذلك تقوم المؤسسة التونسية لحقوق الإنسان بتعريف حقوق المرأة التونسية وعن مساعدتهم القانونية في حالة الرغبة في الإبلاغ عن واقعة تحرش حتى يحصل المتحرش على عقوبة التحرش في تونس.

قانون التحرش الجنسي

تدور في أذهان الكثير أفكارًا وتساؤلات عن عقوبة التحرش في تونس وكيف يتعامل معها القانون، مثل:

1-تعريف التحرش قانونا

يعتبر التحرش الجنسي ظاهرة قديمة وموجودة في المجتمع منذ زمن، لكن مع مرور الوقت والتطور التكنولوجي يصير التحرش أفظع وتظهر أفعال أكثر عنفًا ترتبط به.

التحرش الجنسي هو أي فعل يصدر من إيحاء جنسي، فيصير التحرش كلمة أو فعل وليس تحرش اللمس فقط.

يعتقد المجرم خطئًا أن فعل التحرش لا يسبب أي أذى للضحية باعتبار أنه تلفظ بلفظ فقط أو أن الضحية تستمع به، لكن عقوبة التحرش في تونس أثبتت أنه جريمة لا تقل خطورة وفظاعة عن باقي الجرائم.

2-الفصل 226 من المجلة الجزائية

ولهذا خصص القانون الفصل 226 من المجلة الجزائية قوانين عقوبة التحرش الجنسي في تونس، إذ صارت العقوبة الحبس لمدة عام وغرامة مالية تصل إلى 3000 دينار تونسي لكل من ضايق الغير بفعل أو إشارة خدشت كرامته وحيائه.

3-ما هي عقوبة التحرش بالأطفال؟

يتعامل القانون بشدة أكثر من الأحوال الأخرى في عقوبة التحرش في تونس إذا كانت الضحية طفل خاصةً من لديهم إعاقة تمنعهم من التصدي للمتحرش.

4-كيف تثبت جريمة التحرش؟

تقوم جريمة التحرش على ركنين أساسيين لابد من تحققهما في الفعل حتى يعتبر القانون أن الحدث جريمة تستحق عقوبة التحرش في تونس.

ينقسم الركنين إلى: 

1-الركن المادي

وهو وجود فعل بعينه أو إشارة أو لفظ، أي فعل الجريمة في حد ذاته، وعليه فإنه الإصرار على القيام بفعل يخدش كرامة الأخر، ولا يجب أن يكون الفعل غير مقصود لكن يجب أن يكون الفعل مقصود ومتكرر من المتحرش.

ولذلك يجب أن يكون الفعل مهين للأخر فلا يعتبر طلب الزواج أو إنشاء علاقة محترمة تحرشًا، لكن يجب أن يكون الفعل بمثابة دعوة لأداء فعل جنسي أو تعبير واضح عن الرغبة في الجنس مع الضحية، وهنا يختلف المحامين في تفسير الفعل لاختلاف الثقافة عند كل فرد فما تعتبره خادش للحياء غيرك لا يراه هكذا.

2-الركن المقصود

وبسبب لجوء المتحرش إلى جانب العفوية وإفلاته به من الجريمة، أقام المشرع هذا الركن ويقصد به إصرار وقصد المتحرش على توصيل رسالته الجنسية إلى ضحيته.

فمثلًا أن تكون الإشارة بعدها هدف واضح لقيامه به أي مشاركة صور أو مقاطع جنسية مع فتاة.

وأن يكون قصد المتحرش نابع من علمه بضعف ضحيته التي تكون إما طفلًا أو انثى.

كذلك تثبت باعتراف الجاني بارتكابه للجريمة وبشهادة الشهود بالإضافة إلى وسائل مساعدة، مثل: كاميرات المراقبة والتسجيلات الصوتية.

عقوبة التحرش الجنسي في العمل

عقوبة التحرش في تونس

من الشائع تحرش الجاني بضحيته في الشارع أو عندما لا يكون على علاقة بها، لكن أكثر أنواع التحرش انتشارًا على مر السنوات هو تحرش الزميل بزميلته في العمل أو الرئيس بموظفيه.

وهنا يعتبر إثبات جريمة التحرش سهلًا لوجود علاقة تطلب حوار يسهل من سياقه معرفة قصد المتحرش.

فعندما يمنع الرئيس الحافز أو المرتب لموظفته حتى تستجيب لرغباته الجنسية، أو عندما يشارك الزميل زميلته تعليق غير لائق على شكلها أو دعوته إليها لمنزله.

ما هو حكم التحرش الجنسي؟

أصدر المشرع التونسي عقوبة التحرش في تونس بناءًا على انتشار حالات تحرش بأطفال أو بأشخاص معاقين ذهنيًا أو بدنيًا، إذ يستغل المتحرش فرصة عدم إدراك ضحيته بالفعل لذلك اختصهم المشروع وولاهم عقوبات مشددة.

ولذلك يكون للقاضي فرصة إصدار أحكام مشددة وفقًا لتقدير حالة الضحية الجسمانية، وتتشدد عقوبة التحرش في تونس أكثر عند اقتران الجريمة بجرائم أخرى، مثل: الاغتصاب أو الخطف أو هتك العرض.

هل تختلف عقوبة التحرش باللمس عن عقوبة التحرش عبر الهاتف؟

لا تختلف العقوبة كثيرًا، إنما تتوقف على فظاعة الفعل واقترانه بأفعال وجرائم أخرى، كذلك رفع القانون التونسي عقوبة التحرش في تونس إلى السجن عامين وغرامة قدرها 5000 دينار، وتتضاعف في حالة إذا كان الصحية طفل أو كان الاني من أقارب أو من لهم سلطة أو نفوذ على الضحية.

هل يجوز التصالح في جريمة التحرش؟

عقوبة التحرش في تونس

تتوقف دعوى التحرش على شكوى الضحية وليس غيرها، رغم ادعاء البعض أنها تتوقف على رفع النيابة القضية إلى القضاء.

لذلك عند شكوى الضحية وإثبات وقوع الفعل فإن الدعوى تنتقل إلى المحكمة للبت في عقوبتها.

كذلك في حالة رفض الضحية الشكوى أو تنازلها عن الدعوى تسقط القضية ولا تصل إلى المحكمة من الأساس.

يمكن للضحية طلب تعويض مادي عن الضرر الحادث، وكذلك يمكن في حالة إثبات أنه محضر تحرش كيدي، يمكن للمشتكى به رفع قضية طلب تعويض مادي عن الضرر الذي وقع بسمعته أو في حالة إيذائه في العمل أو طرده.

بينما في حالة الإدعاء الباطل، تطبق عقوبة الوشاية الكاذبة وهي السجن لمدة سنتين وغرامة مالية قدرها 720 دينار، كذلك تنشر تفاصيل المحاكمة في الجرائد على نفقة المدعى من أجل تحسين صورة ورد شرف المشتكى به.

عقوبة التحرش في المغرب

يمكن القول أن تعريف القانون المغربي لجريمة التحرش يشبه تعريفها لدى القانون التونسي وأنهما اتفقا على أن فعل التحرش هو أي فعل أو لفظ يقصد به إيحاء جنسي بغير رضا الآخر.

وأن عقوبة التحرش في المغرب السجن لمدة 6 أشهر وغرامة تصل إلى 10000 درهم تنتظر المتحرش.

عقوبة التحرش بالأطفال في الإسلام

نبذ الإسلام الفعل في حد ذاته، واعتبره فعل شيطاني وتزيد شناعة الفعل إذا حدث لطفل خاصةً وإن كان الفاعل من أقاربه أو من لهم سلطة عليه.

وأن القرآن الكريم توعد للمتحرش لفعله الذي يخالف كل الطبائع البشرية وأن الفعل يؤثر بعد ذلك على الطفل ونشأته وربما يسبب له مشكلات جنسية.

ولذلك حرص المفتي على ضرورة إبلاغ السلطات في حالة شهود فعل مثل هذا والتعامل بحرص من الطفل.

ختامًا شدد القانون التونسي عقوبة التحرش في تونس حتى يؤسس مجتمع سليم يبغض الفعل والفاعل وأكد على ضرورة لجوء الضحية إلى المساعدة النفسية لتخطي سوء الفعل.

عن advice

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *