مقالنا اليوم عن عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي، حيث يعد التهديد بالقتل من الجرائم التي حرمها الله تعالى وجرمتها معظم القوانين الوضعية لما فيه من ترويع للآمنين وتخويف وقد يرتبط التهديد بالقتل بعدد من الجرائم الأخرى التي تستهدف المجني عليه مثل الابتزاز، أو الإجبار على الأعمال غير الشريفة وغيرها من الأمور المحرمة.
وقد انتبه المشرع السعودي إلى أن استخدام التهديد والترويع أصبح لغة العصر السائدة فجعل من التهديد بالقتل جريمة يعاقب عليها القانون، فما هي عقوبة التهديد بالقتل في السعودية؟ وما هي عقوبة التهديد بالهاتف؟ وما هو الحق العام في التهديد بالقتل؟ كل هذه المعلومات نتحدث عنها في هذا المقال فتابعنا -عزيزي القارئ-.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
الآن تعرف إلى معنى التهديد في القانون السعودي
ينبغي قبل أن نتحدث عن عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي أن نعرف أولًا معنى التهديد في القانون ويعد التهديد هو الفعل الذي يصدر من إنسان تجاه إنسان آخر بهدف بث الرعب والخوف في نفسه، في حين ينذر الشخص الآخر بعمل فعل يقع عليه أو على ماله ، أو أن ينذر بعمل أي فعل من شأنه يلحق الضرر به مثل إفشاء المعلومات والأسرار عنه.
ومن أنواع التهديد ما قد يكون مرهونًا بأمر ما أو قد يكون غير مرهون بأي شيء بقصد الترهيب والتخويف والانقياد وراء مطالبه.
كما يمكن أن يكون التهديد متعلقًا بإفشاء بعض الأسرار والأمور التي تمس الشرف وفي هذه الحالة يمكن أن يكون من أنواع الابتزاز، وبسبب خطورة جريمة التهديد وضعت في قانون العقوبات بمجرد ثبوت توجيه كلام التهديد أو الفعل الذي من شأنه أن يخيف المجني عليه بالشكل الذي يجعله يستسلم لمطالبه.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
أركان جريمة التهديد في القانون السعودي
كما ذكرنا سابقًا أن لكل جريمة أركان لا بد من توافرها حتى تتحقق الجريمة وتستحق عقوبتها ولنتعرف الآن على أركان جريمة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
أولًا: الركن المادي لجريمة التهديد بالقتل
ويتمثل هذا الركن في جميع ما يصدر عن الجاني من عبارات أو أفعال تثير الخوف والرعب في نفس المجني عليه، ويكون التهديد في هذه الحالة بما يتعلق بروح المجني عليه أو أي من ذويه.
كما يمكن أن يأخذ التهديد الشكل الشفهي أو يكون عن طريق الكتابة بالرسائل أو عن طريق الهاتف أو بإمساك السلاح وتخويف المجني عليه على حياته أو حياة ذويه.
ثانيًا: الركن المعنوي لجريمة التهديد بالقتل
ويتمثل الركن المعنوي في هذه الجريمة في علم الجاني وعرفته عند إقدامه على جريمة التهديد أن كلامه وكتابته تثير خوف ورعب المجني عليه.
كما يكتمل الركن المعنوي في أن تتجه إرادة الجاني الكاملة وقصده إلى إحداث هذا الفعل وربما لا تنصرف إرادته إلى تنفيذ تهديده للمجني عليه بالقتل ولكن إرادته تنصرف إلى إثارة الرعب في نفس المجني عليه، لذا تعد جريمة التهديد في القانون السعودي من الجرائم التي يعاقب عليها القانون لمجرد إثارة الرعب والخوف في نفس الضحية، وذلك لحرص القانون على سلامة الأشخاص وأن يصون حرياتهم.
ولأن حياة الإنسان أغلى ما يملك، فكانت العقوبات من المشرع السعودي رادعة لكل من يفكر في ارتكاب جريمة تمس حياة الإنسان وسلامته.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
القصد الجنائي في جريمة التهديد في القانون السعودي
لكل جريمة أركان لا تقع الجريمة ولا تستحق العقوبة التي أقرها القانون لها إلا بعد تحقق تلك الأركان ومن أركان جريمة التهديد في القانون السعودي القصد الجنائي والذي يتمثل في أن يعلم الجاني تمام العلم أن فعله في تهديد المجني عليه يتعدى على حرية الغير ويغتصب حق ليس له.
وتثبت الجريمة أمام القضاء عند ثبوت ارتكاب الجاني لجريمة التهديد وهو يعلم أثر فعلته في بث الرعب في نفس الضحية.
ويمكننا هنا أن نقول أن التهديد يقع عن طريق إكراه المجني عليه على فعل ما لا يريده ومع الإرغام والقوة تنعدم إرادة ورضاء المجني عليه، وغالباً يكون التهديد بالقتل بأن يحمل الجاني السلاح وهنا يكون الإكراه ماديًا.
وقد يكون التهديد عن طريق استخدام كلمات التخويف والترهيب التي تبث الذعر في نفس الضحية، أو أن يكون التهديد عن طريق إفشاء أسرار تخص الضحية وتمس أمور عمله أو الشرف.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
إذن لنتعرف الآن إلى عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي
في حديثنا عن عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي، يجب أن نعلم أن التهديد بالقتل من الأمور التي يجرمها القانون السعودي حيث أن التهديد قد يقترن بجريمة السرقة أو جريمة الاغتصاب أو جريمة القتل، وكذلك جرائم التحرش أو الجرائم الأخرى التي قد تنال من أموال الفرد أو كرامته.
كما يعد التهديد بالقتل من جرائم الإرهاب فهو يضع حياة إنسان في خطر محدق وإن كان الجاني لا ينوي تنفيذ تهديداته.
ولكن يرى المشرع أن تخويف وترهيب الإنسان وزعزعة استقراره وجعله في خوف وقلق دائمين هو جريمة، أو قيام الجاني بتهديد المجني عليه بأمور حساسة تتعلق بإفشاء ما يعرفه عنه من أسرار تمس شرفه من أجل أن يطلب منه تنفيذ أوامره.
وفي حالة نظرنا إلى جريمة التهديد بأمر مشروط نجد أن التهديد يشبه في جوهره الابتزاز، ولكن في جريمة التهديد يمكن ألا تقع جريمة التهديد على نفس الشخص، وإنما يهدف الجاني إلى استغلال ضعف المجني عليه حتى ينفذ المجني عليه مطالبه أو أن يكون التهديد بالقتل لأحد أحباء المجني عليه مثل أولاده، أو زوجته، أو إخوته مما يسبب ضعف الضحية ويبث في نفسها الرعب أكثر.
ويعد التهديد بالقتل من الجرائم التي لها طرق عدة يمكن للجاني أن يتبعها فقد يكون ذلك التهديد مباشرة بين الجاني والمجني عليه أو بالرسائل أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي كالواتساب وغيرها.
وهنا نجد أن الجهات الأمنية المختصة بالمملكة تسعى للحد من انتشار تلك الظاهرة وتهدف إلى القضاء عليها نهائيًا، لا تفرق في ذلك بين طرق التهديد بالقتل المختلفة.
كما حرصت السلطات في المملكة على تطبيق تلك العقوبة على جميع المواطنين على حد سواء لا تفرق فيما بينهم سواء كان مرتكب الجريمة يتمتع بالسلطة أو كان شخص عادي.
وهنا نجد أن عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي كما أقرها القانون هي السجن لمدة عام للشخص الذي يقوم بالتهديد، أو دفع الغرامة المالية التي تتراوح ما بين مئة ألف ريال سعودي كحد أدنى، وتصل في بعض الحالات إلى خمسمائة ألف ريال سعودي، كما يمكن أن تطبق العقوبتين معاً إذا رأى القاضي ذلك في محاولة جدية للتخلص من مثل هذه الأمور.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
بالتفصيل عقوبة التهديد بالقتل بالرسائل في القانون السعودي
في موضوعنا عن عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي وبعد أن فصلنا سابقًا أن للتهديد عدة وسائل وأنواع لا يمكننا أن نغفل ذكر عقوبة التهديد بالقتل بالرسائل في القانون السعودي.
من الجدير بالذكر في هذا الموضوع أن المشرع السعودي لم يغفل ووجود عدة طرق للتهديد بالقتل ولذلك فصلها في القانون ووضع لكل وضع ونوع طريقة عقاب مناسبة بما يهدف إلى الإلمام بجميع وسائل التهديد وطرق ارتكاب الجريمة ويمنع إفلات المجرمين من العقاب.
ومن الأمور التي نبهت عليها السلطات السعودية وتهدف إلى نشر الوعي بشأنها هو تنمية الوعي للمواطنين بشأن عدم الاستسلام إلى أي شخص يقوم بتهديدهم أو ابتزازهم كما شددت على ضرورة معرفة جميع أفراد المجتمع بكيفية التصرف في مثل تلك الأمور.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
كيفية إثبات واقعة التهديد بالقتل بالرسائل في السعودية
عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي، من أولى الخطوات وأهمها لاستحقاق عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي هو إثبات الجريمة على اجاني ويكون ذلك عن طريق رسالة التهديد، سواء كانت تلك الرسالة نصية أو صوتية.
أما في حالة مسح الرسائل من الجاني فينبغي على الجهات الحكومية المعنية أن تتحرك على الفور، وأن تلزم الجهات الإلكترونية المتخصصة بإعادة كافة الرسائل المرسلة، وذلك بموجب البلاغ الذي تم تقديمه من الشخص المجني عليه
وينص القانون السعودي في حالة إثبات الجريمة أو الواقعة الجنائية على العقوبة للشخص الذي قام بالتهديد والابتزاز بالسجن، وذلك بهدف القضاء على تلك الظاهرة المنتشرة.
حيث تعتبر الحكومة بالمملكة العربية السعودية جريمة التهديد بالقتل من الجرائم الجنائية التي تستحق العقاب وذلك لأنها تستهدف سلامة الأشخاص وأمنهم وتجعل الشخص المهدد يعاني القلق والخوف والتوتر، ويفكر في تنفيذ ما يملى عليه من أوامر.
لذلك نصت القوانين السعودية على العقوبة للشخص الذي يهدد غيره بالقتل بالسجن لمدة تصل إلى ثلاثة سنوات، والغرامة المالية التي تصل إلى مائة ألف ريال سعودي.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
ما هي عقوبة التهديد بالقتل بالجوال في السعودية؟
لا شك أن وسائل الاتصال الحديثة سلاح ذو حدين فبينما يستخدمها الأسوياء في الاتصال وتقوية أواصر المحبة والصداقة وربما كذلك الاستفادة مما ينشر على الإنترنت والدراسة يستخدمها البعض الآخر في الأغراض غير المشروعة ومنها تهديد شخص ما بالقتل.
حيث انتشرت البرامج التي يمكنها التجسس على الغير أو اختراق هواتف الآخرين ومن هنا نجد أن البعض يقوم بالتجسس على المكالمات الهاتفية التي تخص أصحاب الشأن سواء كانوا رجال أعمال أو مستثمرين أو أصحاب الشركات بهدف معرفة أسرارهم الخاصة أو أسرار أعمالهم ومشاريعهم ومن هنا يبدأ التهديد والابتزاز إما عن طريق المستندات أو الأوراق الهامة أو المعلومات السرية.
لذا تسعى الدولة إلى نشر الوعي وضرورة توخي الحذر والحيطة في مثل هذه الأمور، وعلى الشخص الذي يتعرض إلى التهديد أن يطلب المشورة من أهل الاختصاص بحيث يتعرف إلى كيفية التعامل مع الموقف بما يمنع عنه الأذى وكذلك حتى يتعرف إلى عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي وإليكم بعض التدابير التي اتخذتها الحكومة السعودية في هذا الشأن ومنها:
- تشديد الحكومة السعودية على ضرورة عقاب الجناة الذين يقترفون جريمة التهديد بالقتل ويبتزون بعض الأشخاص للحصول على أغراضهم، مما قد يسبب شيوع حالة من التوتر والقلق والخوف لدى الأشخاص المعرضين إلى التهديد.
- من النقط السلبية في هذا الموضوع هي انتشار أرقام جوال غير مسجلة باسم الشخص المستخدم في شركات الاتصالات السعودية، مما يضلل العادلة عن طريق قيام الجاني بشراء الخط، وتنفيذ عملية التهديد بالقتل وهنا عند متابعة رقم الجوال الذي يحدث منه التهديد يتم التوصل إلى الشخص المسجل في شركة الاتصالات وهو الشخص الخطأ.
- وللتغلب على تلك الأزمة نجد أن الشركة تحرص على متابعة إجراء المكالمات الهاتفية من رقم الجوال الذي تم الإبلاغ عنه وتتبع مكانه حتى تحديده بدقة والوصول إلى الجاني.
- كما شددت الجهات الحكومية المعنية على شركات الاتصالات السعودية بضرورة تحديث قواعد البيانات الشخصية لأصحاب الأرقام الهاتفية كل فترة.
- وضع المشرع السعودي جريمة التهديد بالقتل تحت بند الجرائم الجنائية، لذا كانت العقوبة هي أقصى عقوبة يمكن فرضها على كل من تسول له نفسه أن يهدد غيره بالقتل أو الابتزاز.
وتبلغ عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي السجن للجاني لمدة عام كامل، والغرامة المالية كبيرة التي تصل إلى ٥٠٠ ألف ريال سعودي أو يمكن أن تطبق العقوبتين معًا.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
كم تبلغ مدة سجن التهديد بالقتل في القانون السعودي؟
عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي، هي العقوبة التي وضعها المشرع السعودي لكل من تسول له نفسه أن يهدد غيره بالقتل أو يبتزه بأي طريقة أخرى حيث وضعت في القانون تحت بند الجرائم الجنائية، وتختلف العقوبة باختلاف ظروف الجريمة وحسب رؤية القاضي وثبوت الجريمة على الجاني.
حيث وضع المشرع السعودي لكل حالة طريقة في العقاب وتختلف العقوبة المقررة على الشخص الجاني تبعًا لاختلاف طريقة التهديد وكذلك الوسيلة المتبعة لذلك.
ولكن العقوبة بصفة عامة تقع تحت بند الجرائم الجنائية التي تقرر الحكومة معاقبة الجاني عنها بالسجن من عدة شهور إلى عام كحد أقصى والغرامة التي تتراوح بين مئة ألف ريال سعودي كحد أدنى، وتصل إلى خمسمائة ألف ريال سعودي كحد أقصى.
بينما قد يرى القاضي تطبيق العقوبتين معًا، والقضاء بالسجن ودفع الغرامة المالية.
وفي موضوعنا عن عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي قد يعتبر البعض التهديد عن طريق الوسائل الإلكترونية مثل الواتس آب أو البريد الإلكتروني من الأمور التي تصعب ملاحقة الجاني فيها، ولكن تسلك الحكومة السعودية وشركات الاتصالات والجهات التي تعني بتتبع المكالمات والرسائل بتتبع رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني الذي يحدث منه التهديد ومعرفة مكان الجاني والقبض عليه ثم تقديمة إلى المحاكمة.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
الحق العام في جريمة التهديد بالقتل في القانون السعودي
الحق العام في أي جريمة في العالم هو حق المجتمع والدولة في القصاص ممن يرتكب تلك الجريمة فتنازل المجني عليه في بعض الجرائم قد يعفي الجاني من العقوبة ولكن الجرائم التي تمس أمن وسلامة المجتمع لا يشفع فيها تنازل المجني عليه عن الجاني.
وهنا نجد أن المشرع السعودي قد وضع جريمة التهديد بالقتل في القانون السعودي من الجرائم الكبرى التي توجب التوقيف، ولكن يجوز إخلاء سبيل الجاني في حالة تنازل صاحب الحق الخاص.
كما نص القانون على أحقية قرار القاضي بعدم توقيف الجاني، ومن هنا نجد أن الحق الخاص في جرائم التهديد بالقتل يبقى قائماً ولا ينقضي إلا بتنازل المجني عليه.
هذا المقال عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
وختامًا، ينبغي أن نؤكد على أن عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي يعد من العقوبات المشددة التي وضعها المشرع تحت بند العقوبات الجنائية التي تستوجب الإيقاف وذلك لأنها تؤدي إلى حدوث اضطراب أمني، وتسبب وقوع الضرر النفسي على الشخص المجني عليه، كما حرصت الحكومة على فرض الغرامة المالية والحبس لمدة عام بهدف الحد من انتشار تلك الظاهرة.
تحدثنا عن: عقوبة التهديد بالقتل في القانون السعودي.
