الاعتداء على الأصول في القانون المغربي من خلال الفصل 404 جنائي

الاعتداء على الأصول في القانون المغربي ظاهرة في منتهى الغرابة، أصبحنا نسمعها كثيرًا في الآونة الأخيرة، وهي تعني الاعتداء على الأهل أو أولياء الأمر من الوالدين أو الأسرة. بل إنها أصبحت أكثر انتشارًا في السنوات الأخيرة إلى الدرجة التي جعلت القانون يتحرك ويضع حدودًا وأحكامًا لها.

وعلى الرغم من تحريم الدين والعرف أمر الاعتداء على الأصول تحريمًا تامًا، فإننا نجدها في ازدياد مما أثار دهشة الكثير من رجال القانون في المغرب، بل في البلدان جميعها. لمعرفة المزيد عن الاعتداء على الأصول في القانون المغربي، تعريفه، وأسبابه، وعقوبته في القانون تابع معنا قراءة مقال الاعتداء على الأصول في القانون المغربي المقدم من مجلتنا.

العنف ضد الأصول

العنف ظاهرة كونية معروفة منذ القِدم، لكنها تختلف وَفقًا لحدتها والطرف المعتدى عليه وحسب خصوصية كل مجتمع، وكيفية استخدام هذه الظاهرة.

فكثيرًا ما نسمع عن العنف ضد الأطفال، والعنف ضد المرأة، والعنف في المدارس؛ لكن العنف ضد الأصول لوهلة أولى تعبير يثير الهلع في أنفسنا، لأن الأصول في الشرع والقانون تعني الوالدين (الأب والأم) وما ارتفع منهم كالجدود والجَدّات وأيضًا يقصد ما سفل عنهم (الأبناء والأحفاد)، فعلى الرغم من وصية الأديان بهما والتأكيد على الرحمة والبر بهما لآخر وقت من حياة الإنسان، فإننا نجد من يعنفهم، بل وربما أذيتهم أذية لا تحمد عقباها.

فالعنف وفقا للقانون يتمثل في العنف الجسدي فقط، أما العنف في الدين والقرآن يتمثل في الإهانة والتحقير، بل حصرها القرآن في مجرد قول لفظة “أف”.

المقال عن: الاعتداء على الأصول في القانون المغربي

الاعتداء على الأصول في القانون المغربي

العنف ضد الأصول في المغرب

بالنظر في أحوال المجتمع المغربي نلاحظ شكاوى كثيرة من الاعتداء على الأصول في القانون المغربي، أكثرها من الأبناء على الآباء، كنا نستمع إليها من قبل في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن حاليًّا أصبحنا نراها في المحاكم من ضمن الجنح. ومن صور العنف ضد الأصول:

  • الاعتداء بالضرب على أحد الوالدين، أو شخص من أصول الفرد.
  • إلقاء الوالدين أو أحدهما في إحدى دور الرعاية، وعدم السؤال عنهم.
  • أذية أحد الوالدين عن طريق الجرح أو دس السُم لهم.

نحن بصدد الحديث عن: الاعتداء على الأصول في القانون المغربي.

عقوبة التعدي على الأصول في القانون المغربي

دائمًا ما يضع المشرع المغربي أشد العقوبات على مرتكبي جرائم العنف، ومرتكبي الجرائم الجنائية. لكن الكارثة هنا في الاعتداء على الأصول، فما ستكون عقوبتها؟

حدد القانون الجنائي المغربي في العديد من فصوله مجموعة من العقوبات الزجرية في حق المعتدين على أصولهم تتراوح بين الحبس والسجن، وربما تصل إلى حكم الإعدام في حالة حدوث عاهة مستديمة أو وفاة وفقًا لوضع وتفاصيل جريمة العنف.

  • في حال كان العنف الواقع على الأب أو الأم يستغرق مدة علاج أكثر من 20 يومًا وفقًا للتقرير الطبي تكون عقوبة الحبس 5 سنوات، وربما يخفف إلى سنتين في حال كانت مدة العلاج أقل من مدة 20 يومًا، فلا بدّ من التقرير الطبي في حال جرائم العنف ضد الأصول.
  • تنص المادة 267 من قانون العقوبات المغربي على أن “أي اعتداء على الأصول ينتج عنه جرحًا لأحد الوالدين تكون عقوبته السجن بين 5 إلى 10 سنوات، في حال لم ينتج عنه عاهة أو وفاة، أما إذا تسبب هذا الاعتداء في حدوث عجز لدى الأصل أو وفاة تكون العقوبة السجن 20 سنة، وقد تتضاعف إلى المؤبد إذا حدثت وفاة، وتصل إلى الإعدام شنقًا إذا كانت الجريمة مع نية الإصرار وبهدف أذية أو موت الوالد أو الوالدة؛ فلا يوجد مطلقًا عذر مخفض للعقوبة في جناية قتل الأصول.
  • وعلى الرغم من وقوف القانون المغربي أمام هذه الجريمة فإن كثيرًا لا يتم الإبلاغ عنها؛ لتفادي الإحراج، ولفطرة الوالدين وعدم تفضيلهما لرؤية ابنهما في السجن مهما إن كانت الأمور.

الاعتداء على الأصول في القانون المغربي

تابع مقال: الاعتداء على الأصول في القانون المغربي.

الفصل 404 من القانون الجنائي المغربي

لا شك أن القانون المغربي تصدى لجميع الجرائم كالسرقة وخيانة الأمانة والتحايل على القانون. ومن أهم القضايا التي انتبه لها مسؤولية القاصر الجنائية والاعتداء على الوالدين والاعتداء على الآمنين بمنازلهم.

إذ ينص الفصل 404 من القانون الجنائي المغربي على “كل من ارتكب جرحًا أو ضربًا أو أي نوع من العنف والاعتداء على أصوله أو زوجه يعاقب بما يلي:

  • في الحالات الواردة في الفصلين 400 و401 (الضرب أو الجرح سواء نتج عنه عجز أم لا ولا يتجاوز العلاج 20 يومًا يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة، ودفع غرامة قدرها من 120 إلى 500 درهم أو بواحدة منهما) ، (وفي حال نتج عن عمل العنف عجز أو مرض تسبب في العلاج مدة أكثر من 20 يومًا، تكون العقوبة حبس من سنتين إلى 5 سنوات، وغرامة قدرها من 120 إلى 1000 درهم) تكون ضعف العقوبة الموضوعة لكل حالة. كما أنه يجوز الحكم على المتهم بالاعتداء على الأصول في القانون المغربي بالحرمان من حق من الحقوق الواردة في المادة (40) وهي: الحقوق الوطنية أو المدنية أو العائلية، وحرمان الإقامة مدة من 5 إلى 10 سنوات.
  • في الحالات الواردة في الفصل 402 فقرة أولى (العنف نتج عنه بتر عضو ما أو عمى أو عاهة مستديمة) تكون العقوبة السجن من 10 إلى 20 سنة. أما في الفقرة الثانية (في حال كانت نية العنف مع سبق الإصرار والترصد أو بواسطة سلاح) تكون العقوبة السجن من 20 إلى 30 سنة).
  • الفصل 403 في الفقرة الأولى (حال ارتكاب فعل العنف عن عمد، لكن دون نية القتل، ورغم ذلك مات الضحية) تكون العقوبة من 10 إلى 30 سنة، لكن في الفقرة الثانية (مع إثبات وجود نية سبق الإصرار والترصد وبواسطة سلاح) من الفصل نفسه تكون العقوبة السجن المؤبد.

نتحدث عن: الاعتداء على الأصول في القانون المغربي.

اعتداء الأبناء على الآباء

الاعتداء على الأصول في القانون المغربي

الاعتداء على الأصول كما ذكرنا من الظواهر الاجتماعية التي تنهش القلوب، لكن مع الكثرة المبالغة بها، أرجعنا حدوثها إلى عدة أسباب نجملها فيما يلي:

  1. انتشار ظاهرة إدمان المخدرات والكحول لدى الشباب في المغرب، بسبب امتناع الوالدين عن إعطاء المال للأبناء المدمنين.
  2. نشأة الأبناء في جو أسري يشوبه العنف بين الوالدين (كل إناء ينضح بما داخله).
  3. الطمع في الميراث.
  4. الصراعات العائلية بين الحماة وزوجة الابن.
  5. غياب الوازع الديني لدى شباب اليوم.
  6. انتشار البطالة في المجتمع المغربي، وعدم تحمل المسئولية من الشباب.
  7. تغليب المصالح الذاتية، وفقدان عنصر الحوار بين أفراد الأسرة.
  8. إهمال العناية بالجانب النفسي للشباب في المغرب.
  9. تدليل الأبناء الزائد في الصغر، قد يدفعهم إلى عدم القدرة على الإيفاء بمتطلبات الحياة في الشباب، ومن ثَمّ ينعكس ذلك على الاعتداء على الأصول (الوالدين).
  10. ربما يكون القسوة الزائدة من الوالدين على الأبناء وهم صغار، دفعت بهم إلى ظاهرة العنف معهم عند الكبر (لكن هذا السبب نادر).

“تحكي سيدة مسنة أن ابنتها ذات عمر 20 عامًا تقوم بضربها وجذبها من شعرها لعدم قدرتها على أخذ الدواء ومرضها الشديد، كما تهددها بإلقائها خارج المنزل، إذا كثرت شكواها من المرض”.

“يحكي رجل آخر في عمر السبعين أن ابنه يقذف في وجهه الحذاء في حال طلب منه إحضار شيئًا له من خارج البيت، ويبكي بكاءً مريرًا وهو يحكي التفاصيل أمام القاضي”.

الموضوع عن: الاعتداء على الأصول في القانون المغربي.

الفصل 267 من القانون الجنائي المغربي

ينص الفصل 267 من القانون المغربي على أن “يعاقب بالحبس مدة من 3 أشهر إلى سنتين من عنف أو ضرب شخصًا .

وفي حالة ارتكاب العنف مع بيات النية تكون العقوبة حبس من سنتين إلى 5 سنوات.

وفي حالة حدوث بتر أو دمار عضو أو عمى أو عاهة مستديمة يعاقب ب مدة سجن تتراوح بين 10 سنوات إلى 20 سنة.

وإذا توفي المجني عليه دون بيات نية لذلك، كانت العقوبة سجن من 20 إلى 30 سنة.

وإذا كانت الوفاة بوجود نية يكون الحكم بالإعدام.

نحن نتحدث عن: الاعتداء على الأصول في القانون المغربي.

وفي الختام نتمنى أن نكون قد كشفنا الستار عن الاعتداء على الأصول في القانون المغربي، لمزيد من الاستشارات تابعونا، فدائمًا نرحب بكم.

دارت المقالة عن: الاعتداء على الأصول في القانون المغربي.

تكلمنا عن: الاعتداء على الأصول في القانون المغربي.

عن advice

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *