عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي، أساس علاقة الزواج المودة والرجمة والتعاطف والتراحم بين الشريكين (الأزواج) فالزوج والزوجة كل منهما يتمنى إنشاء بيت وأسرة للاستقرار النفسي وعمارة الأرض ومشاركة الآخر في أمور الحياة كافة، لكن في كثير من الأحيان تتحول هذه العلاقة إلى العكس تمامًا وعادة يكون هذا الأذى من قبل الزوج فيقوم بضرب زوجته ضربًا مبرحًا أو الاعتداء عليها بالآلات الحادة مما قد يسبب لها عاهة أو تشوه، فإذا كنت مهتمًا بالتعرف على عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي، اقرأ معنا هذا المقال المقدم من موقعنا.
عقوبة الزوج الذي يضرب زوجته
يعد فعل ضرب الزوجة بواسطة زوجها من أكثر صور العنف ضد المرأة انتشارًا في البلاد العربية؛ وهذا الفعل تصدت له قوانين الدول كافة كالجزائر مثلًا، وأيضًا عقوبة العنف ضد المرأة في حد ذاته من أكثر الجرائم التي تعد عقوبتها من العقوبات القاسية فدول مثل تونس والجزائر وغيرهم يفرضون عقوبات شديدة على العنف ضد المرأة.
وبالاطلاع على قانون العقوبات العراقي رقم 111 لعام 1969 وجدنا أن القانون العراقي لم يتصدَ بقوة أمام ضرب الزوجة من قبل زوجها، بل أعدها نوعًا من التأديب بينهما، لكن لنا في ذلك عدة وقفات:
- جاء في القرآن الكريم أن أول شيء يتبعه الزوج حال عصيان زوجته هو التحدث معها برفق وتوجيهها، ثمّ إن لم تستجب فهجرها في الفراش، ثمّ الضرب؛ وضرب الزوجة في الإسلام يقصد به الضرب برفق وبشيء مثل سواك الفم.
- على المرأة أن تلجأ إلى التبليغ في حال تعرضت للضرب المبرح على يد زوجها، استنادًا لعقوبة الضرب.
وبالطبع هذا الكلام يختلف في حال الزوجة الناشز، والزوجة الخائنة مع وجود شهود على ذلك.
المقال يتحدث حول: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
عقوبات العنف الأسري في العراق
نلاحظ في قانون العقوبات العراقي عدم التصدي بالدرجة المطلوبة أمام من يعتدي بالضرب على زوجته وأبنائه (أسرته) وربما يرجع ذلك إلى تقلب أحوال العراق السياسية وانشغال القضاء في محاربة الفساد المالي وأمور أخرى، لكنه في الآونة الأخيرة بدأ الاهتمام بذلك، بل عُدلت الكثير من المواد في قانون الأحوال الشخصية العراقي الذي يساعد المرأة في التخلص من الزوج المؤذي.
تابع الحديث عن: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
تشريع قانون العنف الأسري في العراق
هناك آلاف الحوادث التي تصل إلى المحاكم العراقية عن قضايا العنف الأسري الواقع على الزوجات والفتيات بل والأطفال؛ فالقانون العراقي يعطي الحق لارتكاب العنف تحت حجة التأديب والتعليم، لكن في عام 2020 تم تسجيل 15000 جريمة عنف أسري في العراق، مما أدى إلى تجمع منظمات حقوق الإنسان والمرأة لاتخاذ خطوات في ذلك.
تجمع عدد من رؤساء اللجان القانونية في العراق واطلعوا على مبادئ الشريعة الإسلامية في تعاملها مع المرأة وخففوا من حدة هذا القانون، وأرجع الخبراء ازدياد هذه الظاهرة إلى:
- كثرة تعاطي المخدرات في العراق.
- اضطراب الأوضاع الاقتصادية، ومن ثمّ حدوث مشكلات بين الأزواج.
- عدم الاستقرار السياسي للبلاد.
- ضعف الوازع الديني.
تابع الحديث عن: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
قانون العنف الأسري
نتيجة لانتشار حوادث العنف الأسري في السنوات الأخيرة في العراق، ودراسة مجلس النواب لهذه الظاهرة، قرر رئيس الجمهورية العراقية إصدار قانون مناهضة العنف الأسري، بغرض الحد من ضحايا هذه الظاهرة، كما تم إنشاء عدة دور وملاجئ لرعاية ضحايا العنف الأسري، وهذا في عام 2020.
تابع مقال: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
المادة 41 من قانون العقوبات العراقي
تختص هذه المادة بتوضيح موقف القانون العراقي من فعل ضرب الزوج لزوجته، حيث تنص على أن “لا تعد جريمة في حال كان الفعل استعمالًا لحق مقرر قانونيًّا، ويعد استعمالًا للحق الظروف الآتية:
- ضرب الزوج لزوجته وضرب الآباء والمعلمين والمربيين في حكمهم للأولاد الصغار (القصر) في حدود الشرع والقانون والعرف.
- العمليات الجراحية وما ينتج عنها من ألم، ما دام تم إجرائها بموافقة المريض أو وليه الشرعي، أو أجريت بغير رضاه في الظروف الضرورية العاجلة وتكوم بهدف سلامته.
- الألعاب الرياضية وما يحدث فيها من ملاكمة وضرب وعنف وربما نزيف في بعض الأحيان، لأن عادة ما تكون قواعد اللعبة هكذا.
- العنف الذي يُتخذ مع المجرمين في أثناء الإمساك بهم وملاحقاتهم”.
ومن هذه المادة نخلص إلى أن القانون العراقي لم يضع عقوبات أمام ضرب الزوج لزوجته (قانون العقوبات العراقي رقم 111 لعام 1969).
المقال محوره: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
لكن على جنب آخر قد أسهب قانون الأحوال الشخصية وأعطى للزوجة الحق في طلب الانفصال عن زوجها إذا تعرض لها بالضرب المبرح غير المحتمل وفقًا للمادة رقم 40 و41 أعطى لها الحق في طلب التفريق بينها وبين زوجها، لكن لا بدّ أن تذكر أسبابًا لذلك الطلب.
ينبغي للنساء اللاتي يتعرضن للعنف على أيدي الأزواج بسرعة الإبلاغ عن ذلك، كي يعاقب الزوج على الفعل، لأنه في أحيان كثيرة إذا تأخرت الزوجة في البلاغ لا يتم إثبات تهمة على الزوج، لأن التقرير الطبي حينها لا يستطيع أن يثبت أن هذه المرأة تم الاعتداء عليها بالضرب المبرح.
تابع الحديث عن: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
عقوبة الاعتداء بالضرب في القانون العراقي على الزوجة
يعد القانون العراقي من أكثر القوانين العربية التي تتصدى للجرائم المنتشرة في المجتمع العراقي، حيث تتعدد أنواع العقوبات به، ومن الجرائم هذه جريمة الرشوة والتشهير والقتل الخطأ غيرهم من الجرائم. ومن ذلك عقوبة جريمة الضرب في القانون العراقي نجد عقوبتها شديدة وربما تلجأ الزوجة المتضررة إلى هذه العقوبات في حال استحالة العيش مع زوجها وهو يضربها ويؤذيها.
تابع مقال: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
تنص المادة رقم 412 من قانون العقوبات العراقي على أنه “من ضرب شخصًا آخر بهدف أذيته أو عمل عاهة مستديمة له يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 15 سنةً”.
وفي حال لم يقصد الفاعل حدوث عاهة للمجني عليه تكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على 7 سنوات (هذه العقوبة مناسبة لحالات ضرب الزوجات، وبالطبع يختلف الحكم وفقًا للقاضي ونظرته).
تابع مقال: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
وتنص المادة رقم 413 على “أن من اعتدى على غيره بالضرب أو بالعنف مما تسبب له في مرض أو أذى بدني، يعاقب بالسجن مدة سنة وغرامة لا تزيد على 100 دينار، أو بعقوبة واحدة منهما”.
“وتكون العقوبة حبس 3 سنوات إذا نتج عنها كسر عظام، أو حدث للمجني عليه مرض أو عجز يجعله لا يقضي مطالبه الشخصية مدة أكثر من 20 يومًا، أو تم الضرب والاعتداء بواسطة سلاح أو سُم.
ما زلنا نتحدث في: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
رقم العنف الأسري في العراق
نتيجة انتشار حوادث العنف الأسري وضرب الزوجات في العراق أدى ذلك إلى قيام وزارة الداخلية بتخصيص رقم للتبليغ عن ضرب الأزواج لزوجاتهم أو للعنف الأسري عامة، علاوة على توعية الزوجات بحقوقهن وتشجيعهن على الإبلاغ.
مديرية حماية الأسرة والطفل من العنف الأسري_وزارة الداخلية، رقم الهاتف: 139.
جمعية نساء بغداد، الهاتف: 009647906973103.
إياكِ والتردد حواء في التبليغ عن أي عنف تتعرضين له داخل أسرتك؛ سواءً من الزوج أم من غيره، فمثلما تناولنا في مقالنا _عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي_ القانون في حمايتك وخدمتك. لمزيد من الاستشارات القانونية تابعونا.
تكلمنا عن: عقوبة ضرب الزوجة في القانون العراقي.
