في هذا المقال عن عقوبة التحرش في سلطنة عمان، نتحدث معكم عن قضية شائكة تحتاج إلى عقوبة رادعة لمحوها من على وجه الأرض، حيث ينتشر التحرش في العالم أجمع وهو من الظواهر غير الأخلاقية التي تهدد أمن السيدات والفتيات والأطفال.
وقد أعطت الحكومات أهمية خاصة لإرساء عقوبة التحرش في سلطنة عمان حيث اهتم المرسوم السلطاني بوضع أسس وقواعد يعاقب على أساسها الجاني في جريمة التحرش.
ما هو التحرش في القانون العماني وما هي إهانة الكرامة أو هتك العرض أو الفعل الفاضح وما هي عقوبة التحرش بالأطفال في القانون العماني؟ كل هذا نعرضه لكم بين طيات هذا المقال فكونوا معنا.
تابع: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
مقدمة عن معنى التحرش في القانون
اعتبر عديد من الناس لوقت طويل أن التحرش الجنسي أحد المحرمات التي لا يجوز التحدث فيها أو تداولها أو الشكوى منها عبر وسائل الإعلام وذلك حرصًا على الآداب العامة، وحفاظًا على تقاليد المجتمع الراسخة، وقد يصم المجتمع الفتاة أو المرأة التي تشكو من التحرش بأنها هي المخطئة لذا تخاف الفتيات من الشكوى.
لكن تفشي هذا الموضوع أصبح ظاهرة تستحق التحقيق والحث على الشكوى في حالة وجوده ولم يعد هناك مبرر لتجاهل هذا الفعل الدنيء أو التظاهر بعدم وجوده، حيث ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في ظهور الأرقام التي تدحض دعاوى من يدعون بعدم وجود التحرش كظاهرة متفشية وادعاء أنه ظاهرة فردية.
ومن الجدير بالذكر أن الأديان السماوية جميعًا قد حرمت المساس بحرية الفرد أو إهانته بأي شكل كان ناهيك عن التحرش اللفظي أو الجنسي ولا سيما إذا كان لفتاة أو سيدة أو طفل فقد أولت الأديان هذه الفئات الضعيفة من المجتمع أهمية خاصة وحرمت التعدي على أي شخص باللفظ أو الفعل كما حثت جميع الأديان السماوية على الفضيلة والأخلاق والتي يتنافى معها التحرش ظاهرًا وباطنًا.
لذا عملت القوانين الوضعية على وضع عقوبة التحرش في سلطنة عمان وذلك لردع كل من تسول له نفسه ارتكاب تلك النقيصة وشدد المشرع العناني في عقوبات التحرش حتى وصلت في بعض الأحيان إلى الإعدام.
ومن الجدير بالذكر هنا أن نوضح أن التحرش ليس ظاهرة متفشية في المجتمع العماني ولكنه حالات نادرة وضعت لها عقوبات رادعة في قانون الجزاء العماني بما يحفظ كرامة الإنسان ولا سيما المرأة والطفل، وهو القانون الذي يتسم بالعدل والدولة التي تنعم بالسلام وترفض العنف ضد الطفل وضد المرأة بأشكاله كافة، ليس هذا فحسب بل عاقب على ضرب الزوجة.
نتحدث عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
دعنا نتعرف أولًا إلى معنى التحرش في القانون العماني
في البدء يجب أن نوضح أن لفظ التحرش بالنسبة للمرأة، غير موجود في القانون العماني ويستخدم المشرع ألفاظ إهانة الكرامة أو هتك العرض أو الفعل الفاضح، بدلًا منه ولا يوجد لفظ التحرش بالمصطلح الصريح إلا في حالة الأطفال ونادرًا ما تشهد ساحات المحاكم قضايا تحرش جنسي بالنسبة للمرأة، وذلك لتمسك الشعب العماني بالثوابت الأخلاقية.
يساهم كذلك في ندرة قضايا التحرش بالنسبة للسيدات خشية المرأة في مجتمعاتنا المحافظة أن تصرح بحدوث هذا الفعل معها حيث بدلًا من أن تشعر بأنها ضحية تشعر بالخزي والعار، من رفع قضية ضد من يتحرش بها.
ومثل جميع المجتمعات البشرية قد تحدث بعض المضايقات أو التعرض للتحرش للمرأة في العمل أو الأسواق أو غيرها من أماكن التجمعات المختلفة وقد يحدث فعل التحرش في العمل أثناء إجراء المقابلات الوظيفية، وقد يحدث أن يلاحقهم البعض على هواتفهن بغرض التحرش.
نتحدث عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
إليك تفاصيل ضرورة التبليغ عن التعرض للتحرش في القانون العماني
في مقالنا عن عقوبة التحرش في سلطنة عمان ينبغي أن نذكر أنه ورد في نص القانون العماني ما يلزم كل من شهد أوعلم بموضوع جريمة التحرش أو هتك العرض، أن يخطر الجهات المختصة وما إن يصل العلم بالجريمة إلى مأمور الضبط القضائي، يصبح ملزما بحكم القانون بإخطار الادعاء العام، الذي يجب عليه في هذه الحالة التحقيق في الجرائم محل الاتهام، وفي حالة ثبوت الجريمة على المتحرش فمن الثابت والمؤكد أنه سوف ينال عقابه، لأن تلك الجريمة تعد من الدعاوى العمومية، وهي اختصاص أصيل للادعاء العام.
قانون الجزاء العماني
ولحماية الآداب العامة، والحفاظ عليها نص قانون الجزاء العماني، على أنه كل من يواقع أنثى حتى إذا كان ذلك الفعل برضاها، دون وجود عقد زواج يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن ستة أشهر، ولا تزيد على ثلاث سنوات، وتكون العقوبة نفسها للأنثى التي تشارك في هذا الفعل وتزداد العقوبة في حالة كان أحدهما متزوجا.
نتحدث عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
والآن لنناقش محور موضوعنا عقوبة التحرش بالأطفال في القانون العماني
عقوبة التحرش في سلطنة عمان، الأطفال هم أمل المستقبل وبسمة الحياة وتنص جميع الأديان السماوية والقوانين الوضعية على حفظ حقوقهم حيث يصبح الطفل السوي بعد ذلك رجلًا أو امرأة يؤمل منه أن يفيد بلده ودينه ونظرًا لأن التحرش فعل دنيء قد يؤثر على نفسية الطفل طيلة حياته بل قد يدمر حياته وسمعته.
هذا المقال عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
ما هو مفهوم التحرش الجنسي بالأطفال في القانون العماني؟
عقوبة التحرش في سلطنة عمان، نجد هنا أن القانون العماني استخدم لفظة التحرش الجنسي للأطفال بشكل صريح، وذلك لحقيقة أنهم يمثلون الحلقة الأضعف في المجتمع.
وهنا نجد أن المشرع العماني قد أقر في نصوص القانون عقوبة رادعة لصد أية أفعال ضد الطفل ومنها (الاغتصاب وهتك العرض والتحرش)، ومن الجدير بالذكر هنا أن التحرش الجنسي بالأطفال جريمة نكراء تعتدي على براءة الطفولة وتستخدمها لإشباع رغبات دنيئة ولكن لنتعرف إلى مفهوم التحرش الجنسي بالأطفال في القانون العماني ينبغي أن نتعرف إلى مفهوم الطفل أولًا.
هذا المقال عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
لنتعرف أولًا إلى مفهوم الطفل في القانون العماني:
في القانون العماني الطفل هو كل إنسان لم يتم بعد الثامنة عشرة من عمره بالتقويم الميلادي.
ما معنى التحرش الجنسي بالأطفال؟
عقوبة التحرش في سلطنة عمان، يعد التحرش الجنسي بالأطفال اصطلاحاً أو الاعتداء الجنسي على الطفل هو أي طريقة من شأنها استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق، أو قد يكون هذا الاستغلال بين قاصرين يتعدى فارق العمر بينهما الخمس سنوات.
ويعد السن الفاصل في هذه القضايا حول العالم هو 18 سنة، فكل إنسان يكون سنه تحت الثامنة عشرة يعد طفلًا، حسب غالبية القوانين الوضعية وما فوق وما فوق هذا السن يعد وفقًا للقانون مراهقًا.
ويشمل التحرش أن يتم تعريض الطفل إلى أي نشاط أو سلوك جنسي وقد يشمل التحرش الجنسي بالطفل غالبًا الملامسة أو إجباره على ملامسة المتحرش به.
ما هي أنواع الاعتداء الجنسي على الأطفال؟
وقد وصف القانون بعض الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الأطفال ومنها التالي:
- المجامعة.
- بغاء الأطفال.
- الاستغلال الجنسي للطفل عن طريق الصور الخليعة والمواقع الإباحية.
بالإضافة إلى أن الاعتداء الجنسي على الطفل ويمكن أن يحدث في مجموعة مختلفة ومتنوعة من الأماكن وبوسائل مختلفة من الإعدادات، ويشمل ذلك (المنزل، المدرسة، أو العمل)، كما يشيع التحرش بالأطفال في الأماكن التي بها عمالة للأطفال.
هذا المقال عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
إليك عقوبة التحرش الجنسي بالأطفال في القانون العماني
عقوبة التحرش في سلطنة عمان، ورد في قانون الطفل العماني المادة 56 حظر اغتصاب الأطفال أو هتك أعراضهم أو التحرش بهم جنسيا، ونصت المادة 72 من قانون الطفل، على معاقبة كل من ارتكب مثل هذه الجريمة بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، ولا تزيد عن خمس عشرة عاما، والغرامة التي لا تقل عن خمسة آلاف ريال ولا تزيد على عشرة آلاف ريال.
هذا المقال عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
وهنا يأتي سؤال آخر وهو من له الحق في تحريك جريمة التحرش بالأطفال جنسيا؟
وهنا ينبغي أن نجيب أن الجريمة التي أشار إليها القانون في مادة 56 من قانون الطفل والتي تثبت عقوبتها في المادة 72 تُعدّ من الدعاوى العمومية، وهي من الاختصاصات الأصيلة للادعاء العام.
وكما ذكرنا سابقًا أن القانون يلزم كل من شهد أو علم بوقوع جريمة من هذا النوع أن يخطر الجهات المختصة، فمتى ما وصلت الجريمة إلى علم مأمور الضبط القضائي يصبح مُلزمَا بإخطار الادعاء العام الذي يجب عليه التحقيق في الجرائم محل الاتهام والبت فيها إما بالحفظ أو بإحالتها للمحكمة.
هذا المقال عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
تعرف إلى تفاصيل جنحة إهانة الكرامة في القانون العماني
تندرج جريمة التحرش الجنسي للمرأة تحت بند إهانة الكرامة في القانون العماني وقد ورد لها عقوبات خاصة لكل حالة نوضحها لكم فيما يلي:
المقصود بالإهانة في القانون هي كل إساءة يمكن أن توجه إلى الغير وتتعلق بالسمعة أو الشرف أو المكانة الاجتماعية.
وتتكون جنحة إهانة الكرامة من ركنين أساسيين هما الركن المادي والركن المعنوي.
الركن المادي لجنحة إهانة الكرامة:
ويتلخص هذا الركن في فعل الإسناد، ويعني نسبة واقعة معينة أو واقعة غير معينة إلى شخص سواء كانت هذه الواقعة قولية أو فعلية أو عن طريق الإشارة أو الكتابة.
الركن المعنوي لجنحة إهانة الكرامة:
يعد القانون جنحة إهانة الكرامة على أنها من الجرائم العمدية ويعني هذا أنه لابد من توفر القصد فيها، والقصد هنا يعني أن يوجه الجاني بإرادته الكاملة عبارات الإهانة علنًا إلى المجني عليه ويكون ذلك مع علمه بأن هذه العبارات تؤدي إلى المساس بكرامة المجني عليه وبمكانته الاجتماعية واحتقاره.
ومن شروط جنحة إهانة الكرامة أن يكون الجاني قاصدًا أن يذيع عبارات الإهانة ولذا اشترط قانون الجزاء العماني أن تقع الإهانة بشكل علني ، وهو ما يُعرف في القانون بركن العلانية الذي يُعرف بانتشار الخبر وإذاعته بين مجموع غير معين من الناس الذين لا تربطهم بالجاني صلة مباشرة تفرض عليهم الاحتفاظ بما يقال أو يدور بينهم.
هذا المقال عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
تعرف إلى عقوبة جنحة إهانة الكرامة في القانون العماني
تنص المادة 269 من قانون الجزاء في عمان على معاقبة كل من أهان كرامة أحد الناس بأحد الوسائل التي ذكرها القانون في المادة 34 من قانون الجزاء بالسجن مدة تتراوح من عشرة أيام إلى ستة أشهر أو بالغرامة التي لا تتجاوز عشرة ريالات.
إليك أهم الوسائل التي تم ذكرها في قانون الجزاء العماني في المادة 34
تختص هذه المادة بالنص على الوسائل التي من شأنها أن تهين كرامة أحد الأشخاص ومنها:
- أي عمل أو حركة تحدث في مكان عام أو مكان مباح للجمهور، أو محط للأنظار وفي حالة مثل حركات الوجه أو الحواس أو الإشارات البذيئة التي تصدر من الجاني في الأسواق أو الأندية أو الشوارع أو أي مكان مباح للجمهور ومعرض للأنظار سواء تم مشاهدتها من الآخرين أم لم يشاهدها أحد.
- الكلام أوالصراخ ولا يفرق هنا إذا تعمد الفاعل الجهر به أو تم نقله بالوسائل الآلية، بحيث يسمعه في كلا الحالتين من لا دخل له في الفعل.
ويقصد القانون هنا بهذا الكلام هو الكلام البذيء والقبيح الذي يهين الآخرين ويثيرهم مثل السب والقذف واللعن والألفاظ الجارحة والصراخ بصوت مرتفع يقصد به إيذاء الطرف الآخر سواء كان هذا الكلام والصراخ جهراً أو بوسيلة آلية كالإنترنت والتلفزيون أو الإذاعة وغيرها بحيث يسمعه الآخرون ممن لا دخل لهم في الفعل.
- تدخل كذلك الكتابة والرسوم والصور اليدوية أو الشمسية والأفلام والإشارات على اختلافها إذا تم عرضها في مكان عام أو في مكان معرّض للأنظار أو مباح للجمهور.
هذا المقال عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
ما هو الفرق بين التحرش وخدش حياء أنثى في القانون العماني؟
فرق قانون الجزاء العماني بين التحرش وخدش حياء أنثى وسنتحدث هنا عن الفرق بينهما، حيث حدد القانون الأفعال التي تخدش حياء الأنثى، والفرق بينها وبين التحرش وفق قانون الجزاء العماني.
خدش الحياء في القانون العماني هو أي فعل أو قول أو إشارة دنيئة من القبائح التي تزعج المتلقي مثل كلمات المعاكسات أو السب أو حركات اليد أو الترقيم أو المضايقات في الأماكن العامة، أو التحدث بتلميحات جنسية، أو إتيان الأفعال التي تخدش حياء الأنثى والرائجة في الوسط العام هي ترقيم البنات، وملاحقتهن في الأماكن العامة بغرض الحصول على منفعة من وراء هذا الفعل.
نصت المادة 266 من قانون الجزاء العماني الذي صدر بالمرسوم السلطاني رقم 7\2019 على العقوبة المقررة للتعرض لأنثى على وجه يخدش حياءها سواء كان ذلك بالفعل أو القول حيث تصل نلك العقوبة إلى السجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة، وغرامة لا تقل عن مئة ريال ولا تزيد على ثلاثمئة ريال عماني، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وأما التحرش الجنسي فيقصد به في القانون الحصول على المنفعة الجنسية دون موافقة الطرف الآخر سواء كان ذلك بالكلام أو الملامسة أو الإشارة.
ويتضح الفرق هنا بين خدش حياء أنثى والتحرش بها هو أن خدش الحياء في القانون لا يصل إلى ملامسة الأجزاء الحساسة من الجسد، بينما تتم الملامسة في التحرش الجنسي والاحتكاكات الجسدية، مما يصل بالأمر في بعض الأحيان إلى هتك العرض الذي جرمه القانون بنص المادة 258 منه.
هذا المقال عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
إليك نص المادة 258 من القانون
تنص تلك المادة على العقوبة بالسجن مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات لكل من هتك عرض ذكر أو أنثى بغير رضاه.
قد تتساءل هنا من له الحق في تحريك جريمة خدش حياء أنثى وجريمة هتك العرض؟
وهنا ينبغي أن نجيب أن الجريمتين مشار إليهما بنص المادتين 266\أ والمادة 258 من قانون الجزاء يعدهم القانون من الدعاوى العمومية، والتي تدخل في اختصاصات المدعى العام وكما ذكرنا سابقًا يلزم القانون العماني كل من شهد أو علم بوقوع جريمة أن يخطر الجهات المختصة، وبمجرد أن تصل الجريمة إلى علم مأمور الضبط القضائي يصبح ملتزمًا بنص القانون بإخطار الادعاء العام الذي يجب عليه التحقيق في الجرائم محل الاتهام التي تنامت إلى علمه وأن يبت فيها إما بحفظها أو بإحالتها للمحكمة.
ختامًا عرضنا لكم جميع ما يتعلق بعقوبة التحرش في سلطنة عمان، وجنحة إهانة الكرامة وعقوبة خدش حياء أنثى أو التحرش بها سواء كان ذلك لفظيًا أو فعليًا، كما ذكرنا كذلك عقوبة التحرش الجنسي بالأطفال في القانون العماني.
تحدثنا عن: عقوبة التحرش في سلطنة عمان.
