عقوبة التحرش بالأطفال في العراق و11 شكلا لظاهرة التحرش

ما هي عقوبة التحرش بالأطفال في العراق؟ انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من مقاطع الفيديو بشكل مرعب على شبكة الانترنت، والتي تحتوي على رجال يتحرشون بأطفال.

ممّا لا شك فيه أن تلك المقاطع تثير ضجة هائلة وتتسبب في حالة غضب عارمة بين جموع المشاهدين، وتجعل الجميع يتسائل عن عقوبة جريمة التحرش الجنسي في القانون، وما هي الإجراءات التي يجب اتباعها من أجل معاقبة الجاني ومقاضاته.

سوف نجيب عن كل تلك التساؤلات تباعًا، وسوف نتحدث في هذا المقال عن عقوبة التحرش بالأطفال في العراق بشكل خاص، ولكن هيا بنا نجيب أولًا على سؤال ما هو التحرش بالاطفال، وما هي أسباب التحرش بالأطفال.

ما هو التحرش بالاطفال أو بيدوفيليا؟

عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

يُقصد بالتحرش بالأطفال أو ما يُعرف بمصطلح البيدوفيليا (pedophelia)، هو القيام بأفعال وسلوكيات جنسية مع الأطفال القاصرين من أجل إشباع رغبات الشخص الجنسية.

ليس بالضرورة أن يكون مرتكب هذا الفعل شخصًا بالغًا فقد يكون قاصرًا أيضًا، ولكنه في أغلب الأحيان يكون أكثر منه قوة، ويكبره في السن على الأقل بأربع سنوات.

وأثبتت الإحصائيات العالمية عام 2020 طبقًا لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن رجلًا من بين 13 رجلًا، وامرأة من بين كل 5 سيدات قد اعترفوا بأنهم قد تعرضوا للتحرش أثناء فترة الطفولة.

تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الفتيات اللائي يتعرضن للتحرش تفوق نسبة الفتية، ولكن يتكتم الأهل على تلك الوقائع خوفًا من الفضيحة ووصمة العار التي قد تلحق هؤلاء الفتيات طوال عمرهن.

تابعوا معنا عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

ما هي أشكال التحرش بالأطفال؟

يأخذ التحرش الجنسي بالأطفال أشكالًا متعددة، وقد يأخذ عدة أشكال في آن واحد، على سبيل المثال:

  • التحديق في الطفل والنظر لأجزاء من جسمه بتفحص بشكل غير لائق.
  • توجيه تعبيرات وإشارات بوجه المتحرش إلى الطفل تحمل معنى جنسي.
  • نداء المتحرش للطفل بصوت أو لفظ يشير إلى إيحاء جنسي.
  • تعرض المتحرش للضحية بأي شكل من الأشكال كالاقتراب أو اللمس، أو التحسس، أو الاحتكاك وغيرها.
  • التعري وإظهار الأعضاء التناسلية للطفل.
  • تهديد المتحرش وترهيب الطفل حتى يذعن لإرادته.
  • إبداء المتحرش عن ملاحظات جنسية عن جسم الطفل.
  • عرض صور جنسية للطفل، أو التلفظ بكلمات جنسية أمامه.
  • ملاحقة الطفل وتعقبه بشكل متكرر.
  • إظهار الاهتمام الزائد بالطفل وتقديم الهدايا له بدون مناسبة.
  • دعوة الطفل إلى القيام بأفعال جنسية بشكل مباشر.
  • التحرش الإلكتروني بالأطفال، وسوف نتناوله بالتفصيل فيما بعد.

تابعوا معنا عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

التحرش الالكتروني في القانون العراقي

لقد أصبح التحرش الإلكتروني من أكثر أنواع التحرش شيوعًا في وقتنا الحالي، وهذا بالطبع يرجع إلى غزو وسائل الاتصال الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي لكل منزل، وتوفره في يد كل طفل.

قد يكون التحرش الإلكتروني بالأطفال في شكل إرسال صور أو مقاطع فيديو جنسية للطفل، قد تكون الصور للشخص المتحرش نفسه، أو لأشخاص آخرين، أو قد تكون في شكل ألفاظ أو مقاطع صوتية موجهة للطفل من الشخص المتحرش.

كشفت منظمة “مود دي بوير- بوكيشي”، وهي 

جهة معنية بجرائم الاتجار بالأطفال واستغلالهم الجنسي عبر الانترنت، عن شهود البلاد ارتفاع لم يسبق له مثيل في هذا النوع من الجرائم، موضحة حجم المشكلة الهائل وأثرها الضار على المجتمع ككل.

لا يوجد في القانون مادة تنص على عقوبة التحرش بالأطفال في العراق على الإنترنت، وتدعو منظمة الأمم المتحدة إلى ضرورة وجود قوانين منفصلة لعقوبة التحرش بطفل فيما يخص هذه الجريمة الشنعاء، تستوجب وقوع أقصى العقوبة على مرتكبيها.

يتحدث المقال عن عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

ما الذي يجب فعله عند التحرش بطفل؟ 

عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

يجب أن يلتزم والدي الطفل بالهدوء والحكمة الشديدين، ومحاولة مناقشة الطفل فيما تعرض له بكل هدوء مع مراعاة الخصوصية، واختيار الوقت المناسب، وطمأنة الطفل بعدم معاقبته أو تعرض أي شخص له لأي أنواع من الأذى.

مراقبة الأم لتصرفات الطفل وتحركاته، وكذلك مراقبة مزاجه وحالته النفسية، وملاحظة أي تغيير يطرأ على الطفل بذكاء.

فحص ملابس الطفل باستمرار خاصة الملابس الداخلية والبحث عن آثار لأي دماء أو إفرازات على ملابسه، خاصة بعد العودة من الخارج.

عند التأكد من وقوع اعتداء على الطفل، أو حتى بمجرد الاشتباه يجب اصطحاب الوالدين للطفل لعرضه على طبيب مختص وعمل كشف طبي له على الفور.

الأمر الثاني الذي ينبغي على الوالدين اتباعه هو عرض الطفل على طبيب نفسي مختص في أسرع وقت ممكن، فالعلاج النفسي في مثل هذه الحالات يأتي بنتائج ملموسة إذا أُخذ على محمل الجد والاهتمام.

يتحدث المقال حول عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

عناصر جريمة التحرش الجنسي

يستلزم لاكتمال أي جريمة وجود عدة أركان، فلا تقبل الجريمة أي كان نوعها كجريمة الاغتصاب مثلًا وما يتصل به من جرائم كهتك العرض والتحرش والابتزاز الإلكتروني ونحوه، إلا بوجود أركانها كاملة، ولاكتمال جريمة التحرش الجنسي بشكل عام يلزم توفر 3 أركان رئيسية، وهي:

الركن القانوني 

يجب وجود نص قانوني محدد يدين هذا الفعل ويقر بوقوع عقوبة معينة على فاعله، فلا تكون هناك جريمة ولا عقوبة إذا لم يوجد نص تشريعي لها.

الركن المادي

يتطلب الأمر ارتكاب شخص لفعل مادي يترتب عليه هتك عرض شخص آخر والمس بكرامته والتهديد باستقرار المجتمع، وقد تطرقنا من قبل إلى ذكر أشكال التحرش الجنسي.

الركن المعنوي

يقصد به قيام الجاني بفعل يؤدي إلى هتك عرض شخص آخر عن قصد، بمعنى يجب توفر دافع وراء ارتكاب الجريمة، وهو إشباع رغباته الجنسية.

تابعوا معنا عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

على الرغم من معاناة العراق من الاضطرابات وتغير الحكومات، فإن القانون الخاص به يعد من أفضل القوانين، وقد اهتم بشؤون الأسرة والطفل والمرأة، وحاربت العنف ضد الطفل وقررت عقوبة رادعة لها، فحقيقة موقف جدير بالاحترام والإنسانية من أحد القوانين العربية التي ما زالت تحتفظ بقوتها، كما اهتم المشرع العراقي بمحاربة العنف ضد المرأة وفرض العقوبة المناسبة له.

تندرج جرائم التحرش بالأطفال في القانون ضمن الجرائم الجنسية في معظم نصوص القوانين الخاصة بالدول العربية، باستثناء مملكة البحرين ومملكة الإمارات لديهم قوانين خاصة للتحرش بالأطفال.

ويعد ذلك أمرًا غير عادلًا حيث يتم إدراج جرائم التحرش بالأطفال تحت قانون العقوبات الجنسية بصفة عامة، ممّا يؤدي إلى وقوع العديد من العقبات التي تعيق مجرى العدالة في معاقبة المتهم.

أمّا ما يخص عقوبة التحرش بالأطفال في العراق فقد جرم القانون العراقي جريمة التحرش بالأطفال تجريمًا كبيرًا، وأدرجها تحت الظرف المشدد، وبالتالي توقيع أقصى العقوبات على مرتكبها.

يتناول القانون العراقي جريمة التحرش الجنسي في المادتين رقم 396، و 397 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969.

يعاقب كل من اعتدى على عرض شخص آخر أنثى أو ذكر أو شرع في هتك عرضه دون رضاه بأي طريقة من الطرق السابق ذكرها بالحبس لمدة أقصاها 7 سنوات.

تنص الفقرة الثانية من المادة رقم 393 من قانون العقوبات العراقي على اعتبار جريمة التحرش بالأطفال ظرفًا مشددًا.

وعلى هذا الأساس تستوجب السجن لمرتكبها لمدة لا تزيد عن 10 سنوات لكل من تحرش بطفل لم يتجاوز الـ18 من عمره.

تابعوا معنا عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

عقوبة التحرش بالأطفال في الإسلام

اعتبر الإسلام التحرش الجنسي بالأطفال من الجرائم المنكرة والفواحش المحرمة التي تفوق ذنب جريمة الزنا، خاصة إذا كان من أقارب الطفل.

وعلى أبناء المتحرش ستره وعدم فضحه ونصحه بالحكمة، إلا إذا اقتضى الأمر تغيير المنكر، أما الزوجة إذا تيقنت من وقوع زوجها في هذا الإثم وجب عليها نصحه بالمعروف، فإذا لم يمتنع وجب عليها الانفصال عنه.

ختامًا، التحرش بالأطفال لم يعد مجرد جريمة، بل أصبح وباءًا متفشيًا في المجتمع العربي على وجه الخصوص ، خاصة في الإطار العائلي، لذا أضم صوتي إلى صوت كل من ينادي بحتمية عمل قانون رادع خاص بالتحرش بالأطفال يحميهم ويضمن لهم حقوقهم في حالة تعرضهم -لا قدر الله- لهذا الأمر المشين، ويزيح الحمل عن كاهل ذويهم.

عرضنا لكم عقوبة التحرش بالأطفال في العراق والتي كانت رادعة لهذا الفعل المشين.

حدثناكم عن عقوبة التحرش بالأطفال في العراق

عن advice

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *